بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر من كل كبير الله أكبر
من الظالمين والمستبدين والمتكبيرين
الله أكبر من الأفاكين الضالين المضلين
..
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ
..
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ
الكبير الواحد القهار
العظيم الذي بيده
السموات والأرض
والعرش والكرسي
كحبة خردل في يد أحدنا
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ
ولغيره من الآلهة
مهما عظم جبروتها وطغيانها
فصغّر وحقّر
***
**
*
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ
ومع لحظة نزول هذه الآيات على النبي
"صلى الله عليه وسلم"
"
يَا أَيُّهَا المُدَّثِرُ . قُمْ فَأَنْذِرْ
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ
وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ . وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ
وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ . وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ
"
المدثر
***
هذه الآيات
إيذانا للنبي
"صلى الله عليه وسلم"
بأن الماضي قد انتهى بمنامه و هدوئه
أمام مرحلة جديدة و مهمة عظيمة.. تحتاج لليقظة
و التشمير إلى صعود المكارم والفضائل
يا أيها المدثر.. قم فأنذر
أيقظ الغافلين
أيقظ
الجمع والجميع
***
الآيات توجه لنبي الأمة
"صلى الله عليه وسلم"
والدعاة من بعده إلى
الأعمدة
لابد من توافرها في نفس الداعية
لا بد لمن اختار هذه االدين أن يواجه العالم
لا بد أن يشعر في قرارة نفسه
أن الله الذي كلفه بهذه الرسالة
الله أكبر من كل كبير الله أكبر
من الظالمين والمستبدين والمتكبيرين
الله أكبر من الأفاكين الضالين المضلين
..
(وربك فكبر)
..
نأوي إلى ركن الله الشديد
إلى ركن الله الشديد
من المخاوف والشدائد والمغريات
وكل ما فوق الارض من جبروت
تراب يداس بالأقدام
***
**
*
التوجيه الإلهي بعد الأمر بالقيام بالإنذار
(وربك فكبر) (وثيابك فطهر)
وهي كناية عن طهارة القلب والخلق والعمل
...
كيف يستطيع أحد من الناس
حمل رسالة الله
- سبحانه وتعالى-
وقد دُنّس قلبه وساء خلقه واختل عمله
...
إن طهارة القلب... وحسن الخلق... ومطابقة القول العمل
جواز الدخول إلى ركن الله العظيم
ويتبعه التابعون بإذن الله
- سبحانه وتعالى-
***
سيدنا محمد
(صلى الله عليه وسلم)
طاهر القلب، واسع الصدر، حسن الخلق
صادق القول والعمل، ما عرف قبل بعثته ولا بعدها
على ألسنة أعدائه المنصفين إلا
(بالصادق الأمين)
..
وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ
توجيه للرسول
"صلى الله عليه وسلم"
بهجران الشرك وموجبات العذاب.. وكان رسول الله
"صلى الله عليه وسلم"
قبل النبوة هاجرا للشرك، هاجرا موجبات العذاب
هاجرا للإنحراف والعوج
متماشيا مع فطرة الله تعالى
***
وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ
التأكيد على المفاصلة
طريق الإسلام الخالد.. طريق الدعوة الخالدة..
طريق مستقيم مستقل متميز
"
خط رسول الله
"صلى الله عليه وسلم"
خطاً وقال هذا سبيل الله.
وخط عن يمينه خطوطاً وعن شماله خطوطاً وقال
هذه سبل وعلى كل سبيل شيطان يدعو إليه ثم تلا قوله تعالى:
"
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ
ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
"
وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ
فالطريق الذي سنسير به
طريق شائك صعب عسير
قد يتطلب في كل خطوة تضحيات
استهزاء بنا وبمن معنا... والتكذيب والصدود
ولربما تعظم التضحيات
فلا نستكثر على ربنا التضحيات
... وفي سبيل الحق
- سبحانه وتعالى-
تهون كل عظيم التضحيات
***
**
*
وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ
وكيف الطريق
؟؟؟
وقد ملئ بالمعوقات والصعاب
كيف لا وعظم الإمتحان هنا
والأصحاب الذين آمنوا
بين شريد وسجين وقتيل
***
الصبر على المكاره
والصبر على الخسران
والصبر على الأحباب
الصبر الصبر
"
إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ
أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ
(10)
"
...
في هذه الأوقات يحتاج العالم الإسلامي
إلى أهل دين ٍ.. تتجسد فيهم تلك الأسس الخمسة
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ
وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ . وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ
وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ . وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ
الله في قلوبنا وعقولنا ونفوسنا أكبر من الظلم والطغيان..
أكبر من المخاوف والشدائد والمغريات أكبر من الدنيا وما فيها
نحتاج إلى يدٍ حانية تتحسس آلآم الأمة وتتفاعل مع نكبات الزمان
.. إلى يدٍ إسلامية مسؤولة
المسؤولة عن انتشال الأمة الإسلامية
إلى قمم الأمم ومراتب القيادة التي إفتقدها العالم
والتي عبر عنا المفكر الهندي
أبو الحسن الندوي في كتابة
"ماذا خسر العالم بإنحطاط المسلمين"
***
الفئة المؤمنة
رحبة الصدر باطنها خير من ظاهرها، يوافق قولها عملها
و ترفض المساومة على دين الله.. ترفض الذوبان
.. ترفض الانحلال والانسجام
بجزء من جزئياته
أهل دين تؤمن قولا وعملا
الإسلام هو الحل الأمثل
لمشاكلنا ومشاكل العالم
..
الله تعالى خلق الخلق ويعلم ما يصلحه
وما يصلح الإنسان
بما جاء بطريقة محمد رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فئة تبذل الغالي والثمين
الوقت والجهد والمال والنفس
في سبيل دين الله
فيئة صابرهَ محتسبة غير آبهة إلى ما يصيبها
وإن قل النصير وعز... وإن قل السالكون
وعظمت التضحيات